في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة. إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية. وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها. ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. ...
كان هناك رجل عروض كبير في القرن التاسع عشر يدعى بارنوم. كان بارنوم رجلا طموحا وذكيا، وأصبح مشهورا جدا بعروضه المثيرة للدهشة والإثارة. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن بارنوم كان أيضا رجلا نابغة في فهم البشرية وتفكيرها. في إحدى الأيام، حضر بارنوم عرضا سحريا مدهشا تظهر فيه فتاتان تتحولان إلى طيور سعيدة. شعبية العرض ازدادت باستمرار، لكن بارنوم استغل هذه الفرصة ليسبر قلوب وأذهان الجمهور. قام بارنوم بطلب آخذ من الجمهور حول رؤيتهم للفتاتين المتحولتين إلى طيور. صدق أغلبية الجمهور أن الفتاتين حقا تحولت إلى طيور وأن العرض ساحر وحقيقي. لكن كان هناك أشخاص قليلون اعتبروه خدعة مجردة. بارنوم درس ردود الفعل والآراء المختلفة بشكل دقيق. أدرك أن الجمهور يمثل شتى التصورات والتفسيرات للواقع، وأنه من المستحيل أن ترضي جميع الأذواق والآراء. لذا، قرر بارنوم تبني قاعدة في حياته يجب أن يتبعها في كافة مسارات حياته. وفي ذلك الحين تذكر بارنوم تصرفا غير عادي قام به دوق باكنغهام في إحدى المجتمعات البريطانية. فإذ به يشبه نفسه بهذا التصرف. فأصبح بارنوم يستخدم هذا التشبه ليشير إلى نظام حياته الجديد. طبق بارنوم تصور ...