في قصة من الحكايات القديمة، ظهر شيطان صغير لأحد الأباء وهو يجلس في غرفته يفكر في مستقبل أبنائه. كانت حالة من الحزن تخيم على تفكيره، وكان يشعر بالقلق والضغوط التي تتلاشى بعد كل خطوة يقوم بها نحو تحسين حياة أولاده.
تظاهر الشيطان بأنه صديق، ابتسم واخذ يحدث الأب عن اخر صور مضحكة شاركها على وسائل التواصل الإجتماعية. كان يروج لأهمية هذه المنصات والتأثير الإيجابي للإستخدام المستمر لها. "ألا تعتقد أن هذه هي طريقة جديدة للتواصل مع أولادك؟" سأل بابتسامة شريرة.
ولكن هذا الأب على دراية بخطورة استخدام وسائل التواصل الإجتماعية بشكل مفرط. فقد قام ببحوث واطلاع على الآثار السلبية للإدمان على هذه القنوات. أدرك أن الشيطان يحاول تشتيت تركيزه والتفكير في أمور غير هامة، مما يضر بقدرته على إنجاز المهام المستعجلة والأكثر أهمية.
بعد فترة، جاء الشيطان مجددا للأب، وهذه المرة كان يحمل كيسا به رائحة من المال. "لا تفكر بشؤون التوظيف والعمل الجاد"، صاح الشيطان بصوت مغر. "استمتع بحياتك كما هي، استخدم هذا المال للاستمتاع بالأشياء الجديدة والأنشطة المدهشة".
لكن هذا الأب كان حكيما، عرف أن هذه هي طرق شيطانه التافهة. قام باستثمار جزء صغير من ذلك المال في تعليم نفسه وزاد من خبراته ومعارفه. أدرك أن الشيطان يحاول تصوير حياة الراحة والمتعة كنمط حضاري، في حين أن الحقيقة هي أن التطور يأتي من خلال العمل الجاد والتفاني.
تتكرر هذه المواجهات بين الشيطان والأب على مدار السنوات، لكن كل مرة يستفاد منها. اكتسب هذا الأب قوة إرادة قوية وثابتة، حافظ على تركيزه على تحقيق أهدافه وإكمال المشروعات المستحيلة. فقد فهم بأن شيطان التسلية والكسل لا يجب أن يؤثر على رغبته في تعزيز حياة أولاده وخلق مستقبل مشرق لهم.
فالشطان يأتى في صور عديدة، لكن ثابروا! استعدوا لملاحقته بإصرار، فخير الأشجار تثمر ثمارها على النحو الذي يتلاءم مع الجهود التي تبذل من أجلها. افعلوا كل ما في وسعكم لتصنعوا تغييرا حقيقيا في حياتكم وحياة أطفالكم، ولا تدعوا الشطان يحجب نظركم عن الأهداف المهمة.