لعل أكثر ما يلفت الانتباه في الآونة الأخيرة، توجه بعض حكومات الخليج العربية إلى الاستدانة، أو رفع سقف دينها. ولا شك أن هذا التوجه نابع من حاجة ماسة للاستثمار في التنمية وتحقيق تطور اقتصادي يضمن استقرار المنطقة ومستقبل أفضل لأطفالنا.
إذا كان لدي شئ يغمض به عيني طيلة هذه المسيرة المحزنة، فإنه قصتك. أنت، كأب وأم، تشكلون ركائز عائلات صامدة في زمن مضطرب. إلى جانب تحضير إفطارات صحية والإشراف على دروس التعليم عن بعد، هل فكرت يوما في دورك كقائد يعلم أطفالك القيم الحقيقية والسلوكيات المستدامة؟
رغم الصعاب، يجب أن نتذكر دائما قوتنا كأسرة. فلنتحد في إعطاء أولادنا التوجيه اللازم والثقة بأن لديهم القدرة على تغيير المستقبل. اجعل من رؤيةك مثلا لهم، اشركهم في حوارات حول التحديات التي تواجه المجتمعات وخطورة تصاعد الديون. استخدم لغة سهلة وأسلوبا شيقا لتشد انتباه أطفالك وتبرز ضرورة التوعية بالأمور المالية.
لا يجب على الأطفال فهم مشاكل المنطقة بشكل كامل، لكن يفضل تسليط الضوء على آثار هذه التحديات على حياتهم اليومية. هذا قد يشجعهم على التفكير الإبداعي والبحث عن حلول مستدامة. قد يكون لديهم أفكار طريفة وغير تقليدية، فلا تتجاهلها.
لا تنس أن التعلم لا يقتصر على الأطفال فقط. إذا كان لديك شريك في الحياة، جمعوا سويا وانخرط في حوارات بناءة حول الموضوعات المالية وأثرها على حياتكم الشخصية والأسرية. هذه الحوارات تظهر أنك تجادل مستوى ذكائهم وتبادل خبراتك معهم.
في نهاية المطاف، يجب أن نعترف بأن المشاركة في صنع المجتمع هي رحلة طويلة. استثمر في رؤية طفلك وأطلق له جناحي الإبداع والابتكار. اجعل من رغبته في تغيير المستقبل دافعا لإثراء المجتمع وتحقيق الاستدامة المالية لأسرتك.
أنت القائد، وأنت الملهم. ابنك يراقب حركاتك ويتعلم من تصرفاتك. استثمر فيه وشجعه على أن يصبح جيلا قادرا على صنع التغيير. إن كان بإدارة أمواله الشخصية أو السعي للحفاظ على مجتمع مزدهر، فإن مسؤوليتك تجاه طفلك والمستقبل لا تقدر بثروة من المال.