رد “لا تعمم لو سمحت” هو غالبا رد عقيم مامنه فايدة لأنه إما محاولة لتغيير الموضوع أو تكرار لبديهيات لا تحتاج الذكر
لا تعمم : غالبا هي جملة غير مفيدة تستخدم دائما لتعطيل الكلام من أجل أن يقال شيء بديهي يعرفه كل الناس
أجدني أتفق تماما مع تغريدات الأخ الكريم مالك نجر. حكيت أمس لصديقي عمر موقفين تافهة حصلت معي .. الموقف الأول كان عند وقوفي في إحدى إشارات المرور، وعندما اخضرت الإشارة تحركت السيارات لأتفاجئ بأن جميع خطوط السير ازدحام.
اندهشت كثيرا من هذه التجمعات المزدحـــــمة التي كادت أن تعطل حركة المرور، واضطررت للانتظار طويلا. بالفعل، اشتد الزحام وأصبح الجميع في حالة من الانزعاج والاستياء. وفي هذه الأثناء، شاهدت سائق سيارة صغيرة يقوم بتجاوز خط المرور المزدحم على يساره، مخالفا قوانين المرور وعرض حياته وحياة الآخرين للخطر.
إذن قلت في نفسي: "هذا هو التعميم! إنه رد فارغ وغير مجدي." لقد تسبب هذا التصرف المتهور في إحداث فوضى داخلية أكبر، فالسائق استخدم أفعاله الانانية للابتعاد عن الزحام على حساب سلامة الآخرين.
ولكن هذه ليست مجرد قصة عابـــــرو. في زحامات حياتنا كأولياء أمور، يستخدم رد "لا تعمم" في كثير من الأحيان. نجد أنفسنا نواجه مشاكل وتحديات متنوعة في تربية أطفالنا، وعندما نحاول أن نشارك تجاربنا وآرائنا لتعزيز التفهم وتقديم الأفضل لأطفالنا، يظهر هذا الرد المكرر الغير مفيد: "لا تعمم!"
هل يعقل أن يستخدم هذا الرد عقبة في طريق إيصال المعلومات والتجارب التي قد تسهل على غيرنا مسار التربية؟ حقا، فإن استخدام رد "لا تعمم" يضيــــــع الفرصة لتغيير الموضوع وإثارة المزيد من التفكير. إذ قد يكون لدي شيء جديد أو فكرة مختلفة قادرة على حل بعض المشكلات التي يواجهها الآخرون.
إذا، دعونا نتعامل مع رد "لا تعمم" بحكمة وأناقة. لنستفد من الخبرات المتبادلة ونقدــــــر في نظرة الآخرين. لا تتجاهلوا آراء الآباء الآخرين وتجاربهم، فقد يكون لديهم أفكار قيمة وفعالة قد تغير حياة أطفالنا.
بالإضافة إلى ذلك، دعونا نتذكر أن التربية هي رحلة مستمرة. لا يوجد طريق صحيح أو خطأ محدد، فكل طفل فريد وكل عائلة مختلفة. استخدام رد "لا تعمم" يشير إلى اغتصاب التسامح والتفهم، فقد يصبح عائقا في سعينا لأن نصبح أولياء أمور أكثر فهما وذو خبرات.
في الختام، دعونا نستغل كافة الأدوات المتاحة لدينا للاستزادة من المعرفة وتطوير أنفسنا كأولياء أمور. لنتجاوز رد "لا تعمم" ونبحث عن المعلومات القيــــــمة التي تساهم في تعزيز علاقتنا مع أطفالنا وتحسين نموهم.
لذا، ابقوا مفتوحي الأذهان، استخدموا الحكمة في قبول وفهم آراء الآخرين، ولا تستخدموا رد "لا تعمم" لإغلاق باب التعلـــــق والفهم. سواء كان ذلك في حادث مرور يافت بشارعك أو في مجال التربية وترغيب الأطفال، لديك فرصة للحصول على مشورة قيـة من خبراء آخرين.
لذا اطلب المساعدة إذا دعت الحاجة، شارك تجاربك وآرائك، واسأل على استشارات من خبراء في المجال. نحن جميعا نسير في نفس الرحلة، فلنكون داعمين لبعضنا البعض ومصدر إلهام وتشجيع لتحقيق أفضل نتائج لأطفالنا الأعزاء.