في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة.
إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية.
وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها.
ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. وبالرغم من أنه لم يعتمد على التدخين كوسيلة للاندماج بعد الآن، إلا أنه اضطر إلى القضاء على هذه الشغف الذي طالما رافقه وأصبح جزءا من شخصيته.
إذا، لم يستحق الموظف غير المدخن إجازة أطول؟ لأن رحلته كانت فريدة وغير مألوفة. فكل شخص يستحق قسطا من الراحة والانفتاح على الآخرين، حتى إن كانت تلك الروابط تشكل بواسطة سجائر أو بدونها. نعلم أن التدخين لديه آثار سلبية على صحتنا وأجسامنا، ولكن هذه القصة تذكرنا بأهمية التواصل والتعارف في حياتنا المهنية والشخصية.