. إنها حقيقة مؤلمة تتجلى في الأحداث والمواقف التي نشهدها يوما بعد يوم. أصبح العالم مكانا صعبا، والحياة تحمل الكثير من التحديات والصراعات. لذلك، فإن الأهمية الكبرى تكمن في أن نظل على اطلاع دائم بكل ما يجري حولنا، لكي نتخذ القرارات المناسبة ونستطيع حماية أنفسنا وأطفالنا.
في أوائل يوليو ٢٠١٤م، تعرض كينت برانتلي ونانسي ريتبول، اثنان من أبرز علماء الطب الأمريكيين، لإصابة خطيرة بڤايروس إيبولا خلال تأديتهم مهام طبية في غرب أفريقيا. هؤلاء الأشخاص كانوا في رحلة بحث هامة حول هذا الفirus المدمر.
استدعت الولايات المتحدة طائرة إخلاء طبي لنقلهم إلى الوطن، تحت إشراف الرئيس أوباما في ذلك الوقت، ليحصلا على العلاج في أسرع وقت ممكن. كان هذا بمثابة تقدير رسمي لجهودهم المهنية والإنسانية التي بذلوها.
ومع ذلك، فإن قدر هؤلاء الأبطال لم يكن يروج لصالحهم. فبدلا من التفاني والشجاعة التي قدموها في وجه الخطر، تصدى بعض وسائل الإعلام لأفكار سوداوية، تروج لخطورة انتشار فيروس إيبولا في أميركا.
في صباح اليوم التالي، شغل عناوين الصحف على نطاق واسع: "إيبولا يجتاح أميركا!" هذه المقولة استثارت خوفا كبيرا في قلوب الملايين من الأمريكيين.
وما أثار هذا الخبر تأملات رجل الأعمال المشهور دونالد ترمب. استفاد من هذه المشكلة لصالحه الشخصي، وقام بتحويلها إلى فرصة للترويج لنفسه.
إن قدر كينت برانتلي ونانسي ريتبول يظهر كم هو غير عادل، وكم يصعب على الإنسان أن يحافظ على إنسانيته في مواجهة المصائب. في حين يقدر العالم قدرا كبيرا لأولئك الذين يخاطرون بحياتهم من أجل خدمة الآخرين، نجده أحيانا نضغط على أزرار ضعفاتهم للاستفادة الشخصية.
إذا، ما هو الدور الذي يجب على الآباء أداءه في هذا المشهد؟ كأولئك المسؤولين عن حماية أطفالهم وتوجيه خطى حياتهم، فإن مسؤولية تعزز القدرات والمعرفة على سواء. يجب أن نحافظ على رؤيتنا الإنسانية ونتذكر أهمية تقدير المبادرات الإنسانية للآخرين، وألا نصدق كل ما يروج في الإعلام.
فليكن تطورنا التكنولوجي وتقدمنا في عالم المعلومات هو طريق لتعزيز الوعي بالأحداث حول العالم، وليس طريقا لزعزعة استقرارنا وانشغالنا بالأشياء التافهة. دور الآباء هو إشباع فضول أطفالهم وتوجيهه بأخلاق حسنة وروح إنسانية قوية، فقط بهذه الطريقة يستطيعوا حماية أطفالهم من جيل إلى جيل.