يمنح إياد عبدالرحمن الصوت وحق الرثاء الذاتي والكشف عن أثر الرق والعبيد والتميز العنصري وجراحه الممتدة لجماعة «الأغوات».
في رحاب قلب مجروح، تستقبل قطارات المخصية حكاية جديدة، تكشف عن جروح عميقة، وآلام لا يطاق بها. هذه هي رواية «إهانة غير ضرورية» التي تأخذنا في رحلة شديدة العتمة بداخل أروقة الحرم، حاملة معها صوتا نادما يسافر عبر التاريخ لكشف جروح المخصى. هذه هي قصة إياد عبدالرحمن، صوت المخصى في مدينة التوسعات والإزدهار.
إغاثات شديدة تضاف كل يوم على جراح المخصية، لتعبث بروح إياد الجريحة. حزن يعانقه مع كل نزول للشمس، وألم لا ينسى بكل دخول لدائرة الضوء. رغم تراكم الجروح والهزائم، إلا أن إياد يصمد كشجرة طويلة في قلب البرية.
روحه المثقفة تستعطف القارئ، وتدعوه للاستماع إلى صوت المظلومين والضعفاء. فهناك آلاف من الذين يتألمون في صمت داخل أسوار هذا الحرم المقدس، مقيدين بالأغلال التاريخية للاستبداد والإبادة. إن هذه الرواية تضيء منظورا جديدا على تاريخ قديم مظلم، فإلى أولئك الذين يشكلون مجتمع «الأغوات» نصائح مدهشة حول التحصيل وتربية الأطفال.
إلى كافة الآباء والأمهات هناك، دعونا نصغي إلى قصة إياد عبدالرحمن. فقد تعلم من برزخ مظلم أن القوة ليست في المحاربة بالعزلة والكراهية، بل في التسامح والتعاطف وتقديم السبل المشتركة لجيل جديد. فلنجعل حب الذات يشجع على تقديم يد المساعدة لغيرنا، ولنضع أولادنا في طريق التغيير الإيجابي. رائحة الأمل ستفوح من صفحات هذه الرواية، لتذكرنا أن حلا قائما على المحبة والشفاء يمكن تحقيقه.