التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تجربة صديقي:

في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة. إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية. وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها. ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. ...

آراء قديمة تروي حكاية الزمن وعطاء الأبوة

في هذا الزمن المليء بالتغيرات والضغوطات، يصعب على الأهل أحيانا فهم أبنائهم والتواصل معهم بشكل عميق. قد يفتقدون إلى التفاهم والشعور بأهمية رؤية العالم من منظور آخر. قد يشعرون بالارتباك حول كيفية تشجيع أطفالهم على التفكير المستقل وإظهار رؤى جديدة.

ولكن هل فكرت يوما في كيفية استخدام ذكريات فيسبوك لإبراز تجارب الماضي وإلهام المستقبل؟ قد يكون هذا النهج غير تقليدي ولكنه فعال في إطلاق الحوار وتعميق الروابط بين الأهل والأطفال.

فيسبوك، هذا المكان الذي يجمع أصدقاء الماضي والحاضر، يمثل كنزا من الذكريات. فإلى أي مدى نستغل هذا الكنز؟ هل نستخدمه فقط لمشاركة صور العائلة وأحداث الحياة؟ أم يمكن استخدامه لإشراك أبنائنا في حوار متعمق حول منظوراتهم وتجاربهم؟

في طفولتي، كان لدي رسائل تظهر على فيسبوك ذات طابع شخصي. كانت تشير إلى مدى ازدهار تجربتي في التعلم والانفتاح على آراء جديدة. كانت تذكيرا قويا بأن آراءنا قابلة للتغير، وأن التطور جزء لا يتجزأ من حياة كل فرد.

واليوم، أستغل ذلك الجانب المذهل في فيسبوك لإشراك أطفالي في محادثات عميقة. نتصفح سويا صفحتي القديمة ونتعلم من آراءي السابقة. هذا يساعدهم على تطوير رؤية شاملة وفهم أن الأفكار ليست ثابتة، بل يمكن تغييرها بناء على المعرفة والخبرات الجديدة.

أروى لهم قصصا عن الأشخاص الذين التقيت بهم والأحداث التي حدثت خلال سنوات دراستي وسفري. تظهر هذه القصص مدى التطور والتغير في حياتي، وبالتالي يستوعبون فكرة أن التغير جزء من رحلة الحياة.

لا شك أن فيسبوك قد تضل بعض الأطفال إلى المحافظة على آرائهم المحددة وعزل نفسهم عن الآخرين. ولكن مع استخدام صحي لهذه الذكريات، يصبح فيسبوك أداة قوية لتوجيه التفكير وتشجيع التعاون والتفاهم بين الأفراد.

فلنتجاوز السطحية والإطار المعتاد لمشاركة ذكريات فيسبوك. دعونا نستخدم هذه المنصة كأداة للإثارة الفكرية والانفتاح على رؤى جديدة. فقط من خلال تقدير تجارب الماضي، يمكن أن يتغير تصورنا للعالم ويلهم أطفالنا على تطوير رؤى خلاقة.

لذلك، كن ممتنا لذكريات فيسبوك. استغل هذه الأداة بشكل إيجابي، اشرع في رحلة تعزز التواصل والانفتاح داخل الأسرة. فقط من خلال استثمار الزمان والجهود في فهم آراء أولادك، ستصبح قادرا على إلهامهم ومساعدتهم في تطوير رؤى مستقبلية أعمق وأكثر إحكاما.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صراعات الهوية الشخصية: رحلة التشكك في أنماطنا والبحث عن الجوهر المفقود

قد يبدو الأمر صعبا، ولكن اسمح لي أولا أن أقول إن الأجوبة الثابتة قليلة في هذه الحياة. نعم، قد تخطر في بالك بعض التصنيفات المتاحة، لكن من المهم فهم أن الأشخاص ليسوا مجرد مجسدين لأنماط ثابتة. نحن كبرادي - حوامو الأذواق والشخصيات - نتغير باستمرار. في سعينا لفهم طفلك وتشجيع نموه، يجب علينا التغافل على فكرة التصانيف والأطية. هذه الظروف المضادة تشكل جزءا من طبيعتنا المعقدة. نعود بالزمان إلى تاريخ الإغراظية والإسقاء، حيث كانت التقسيمات شائعة جدا. يلاحظ في ذلك الزمان كيف كانت التصنيفات المختلفة تعطي أهمية جوهرية للأشخاص والشخصيات. ولكن، ما الذي يمكن أن نقوله عن الأمهات والآباء في العصر الحديث؟ هل يجب أن نظل مقيدين في قوارير من التصنيفات المحدودة؟ هل يمكن لأم تعبر عتبة تجاربها وحاضرها ألا تستطيع إلا أن تكون جوهرا واحدا ثابتا؟ بالطبع لا. إذا، كيف يمكن للآباء العثور على طرق فعالة للتفاعل مع أطفالهم المتغيرين باستمرار؟ ربما هو السؤال الأكثر إيلاما وغزوة. ربما حان الوقت لإغلاق كتاب التصنيفات والشروع في رحلة استكشافية دافئة وودية. أحدهم قد يسأل: "كيف أتعامل مع طفلي الذي يتصرف بشكل مختلف كل ...

قصة كينت برانتلي ونانسي ريتبول ومعركتهم ضد فيروس إيبولا

. إنها حقيقة مؤلمة تتجلى في الأحداث والمواقف التي نشهدها يوما بعد يوم. أصبح العالم مكانا صعبا، والحياة تحمل الكثير من التحديات والصراعات. لذلك، فإن الأهمية الكبرى تكمن في أن نظل على اطلاع دائم بكل ما يجري حولنا، لكي نتخذ القرارات المناسبة ونستطيع حماية أنفسنا وأطفالنا. في أوائل يوليو ٢٠١٤م، تعرض كينت برانتلي ونانسي ريتبول، اثنان من أبرز علماء الطب الأمريكيين، لإصابة خطيرة بڤايروس إيبولا خلال تأديتهم مهام طبية في غرب أفريقيا. هؤلاء الأشخاص كانوا في رحلة بحث هامة حول هذا الفirus المدمر. استدعت الولايات المتحدة طائرة إخلاء طبي لنقلهم إلى الوطن، تحت إشراف الرئيس أوباما في ذلك الوقت، ليحصلا على العلاج في أسرع وقت ممكن. كان هذا بمثابة تقدير رسمي لجهودهم المهنية والإنسانية التي بذلوها. ومع ذلك، فإن قدر هؤلاء الأبطال لم يكن يروج لصالحهم. فبدلا من التفاني والشجاعة التي قدموها في وجه الخطر، تصدى بعض وسائل الإعلام لأفكار سوداوية، تروج لخطورة انتشار فيروس إيبولا في أميركا. في صباح اليوم التالي، شغل عناوين الصحف على نطاق واسع: "إيبولا يجتاح أميركا!" هذه المقولة استثارت خوفا كبيرا في ق...

كيف يمكن للأهل أن يشجعوا الإبداع في أبنائهم خارج البيئة المدرسية؟

تعتبر المدرسة من أهم المؤسسات التي تشكل حياة الأطفال وتؤثر في تطويرهم وتعليمهم، لكن هل فكرنا يوما في أن المدرسة ربما تحد من إبداعهم؟ نعم، هذه حقيقة صادمة قد لا يشعر بها الكثير من الآباء والأمهات. إن المدرسة ليست مجرد مكان لتعلم المعرفة والحصول على شهادات، بل هي نظام منظم يستخدم طرقا تقليدية قديمة في نقل المعلومات. إذ تأخذ المدارس نفس النهج في التعليم مع جيل بعد جيل، دون الابتكار أو التغيير. الصناعة التي تحكم في كل شيء أثرت بشكل كبير على النظام التعليمي. فقد صـــــــــغت المدارس بغية إعطاء المزيد من الأفضلية للاطفال الذين يتقنون حفظ المعلومات وحل التمارين بدقة. ففي عصر الصناعة، كان من الضروري أن يتمتع الأشخاص بالقدرة على اتباع الأوامر والقواعد بدقة. وهكذا، نشأ نظام تعليمي مصمم لإطاعة وإخضاع الطلاب دون أي تفكير أو إبداع. فلا يســـــــــمح للطلاب بالتفكير خارج إطارات المقررات الدراسية المحددة، ولا يشجع على طرح أسئلة جديدة أو التشجيع على ابتكار شيء جديد. ولكن هل هذا يضمرو قسرة المدارس في رغبة حقيقية لإخضاع الطلاب؟ ربما لا، فالأهمية كانت في تحضير جيل من الأفراد المستهلكين والذين يستطيعو...