يبدأ كل يوم بالشمس المشرقة وصوت الطيور المرحة التي تستقبل الصباح الجديد بكل حماسة. نفتح أعيننا ونستعد للخروج من أسرتنا، وهنا يبدأ رحلة الروتين التي تحكم حياتنا. قائمة طويلة من المهام والواجبات تختلف يوما بعد يوم، ولكن في جميع الأحوال، نشعر بالضغط على أعناقنا، مثقلا بأطنان من القيود.
إذ قيل دائما إن "الروتين حبس" فإنه يصير صورة ذهبية لهذه القيود. نستشعر خانة تاركها الروتين في حرية أرواحنا، كأطفال تخضع لانظمة صارمة في المدرسة أو موظفون مغضبون بسبب جدول عمل محدد. وهذه ليست سوى اثار لآثار هذه القيود التى تخفى خلف كثير من الرتابة والملل.
لكن، هل يجب أن نرمي الروتين ككل؟ هل لا بد من اعتباره مجرد قيود تقيد حرية حياتنا؟ قد يكون الروتين أحد صور تلك القواعد التى نستفيد منها. فإذا اختبرنا شعور السكان في المدينة على سبيل المثال، نجدهم يعشون حسب إطار زمانى محدد، ولديهم جزء كبير من روتينهم في إخفاء حبهم لأعمالهم. فإذا كان الروتين يحظى بشعبية بالغة بالذات في مجالات مثل التصوير والرقص والفن، فإنه يضاف إلى قائمة أصول حضارات البشرية.
ولكن لابد من التوازن في استخدام الروتين. على الرغم من فائدته في تقديم هيكل وأمان لحياتنا، قد يصير محطا للاستسلام. لذلك يجب أن نتعلم كيفية صناعة روتين فعال يراعي حرية أرواحنا ويرضي تطلعاتنا. يجب أن يكون لدينا رؤية وهدف واضح، لأن الروتين بدون هذه المكونات قد يصبح مجرد إطار زمانى جاف.
إذا، كيف يمكن صقل الروتين ليلائم حياتك الشخصية؟ أولا، قم بتحليل روتينك الحالى. ابدأ بسؤال نفسك: ما هو الغرض من هذه المهام التى تقوم بها؟ هل تضف لشخصيتك أم لحياتك بشكل عام؟ استفد من هذه الإجابات لابداء تغيرات في روتينك.
ثانيا، ابحث على المزيد من التنوع. جرب فعل أشياء جديدة ومختلفة بشكل دورى، سواء كان ذلك في علاقاتك الشخصية أو في نشاطاتك الروتينية. هذا ليس فقط مسليا ومثيرا، بل يمنحك أيضا إشعارات دائمة تجدد حبك للحياة وتطور من رؤية الروتين.
ثالثا، لا تنسى أهمية القسط الكافي من الراحة. قد يصبح الروتين مرهقا ومرهقا بشكل غير صحي عندما نتجاهل حقوق جسدنا وعقولنا في التوقف والانتعاش. اخصص بضع دقائق كل يوم للاسترخاء والتأمل، حتى تستطيع استعادة نشاطك وتركزك.
فى النهایة، قد تبدو الروتين على أنه سجان قاس يجبر هذه الأرواح المغامرة على التفاف هادئ وخال من المخاطر. ومع ذلك، يجب ألا نغفل أن لديه شكلا آخر - أحدهم مجاديل المغامرات التى قابلت فيهام انتظاراتك. تذكر أن الروتين ليس سجانا فحسب، بل هو حكم يطرح تحديا أمامنا لاختبار قدرتنا على التفكير المبدع والابتكار والتغيير. فلا تخشى الروتين، بل صقله وصاغه ليلائم حياتك الشخصية بأفضل شكل ممكن.
إذا، دعونا نعطي فرصة للروتين للاندماج في حياتنا بشكل يجعله جزءا منه، دون أن يقود حياتنا. دعونا نستفيد من هذه القوة القديمة التى تسود عالم البشر منذ الأزل، ونحدث رؤية الروتين بطرق جديدة وإبداعية. وفى نهایة المطاف، ربما نجد فيه حلا لحظور أرواحھم المغامرة ضمن إطار زمانى ثابت.