تعتبر المدرسة من أهم المؤسسات التي تشكل حياة الأطفال وتؤثر في تطويرهم وتعليمهم، لكن هل فكرنا يوما في أن المدرسة ربما تحد من إبداعهم؟ نعم، هذه حقيقة صادمة قد لا يشعر بها الكثير من الآباء والأمهات.
إن المدرسة ليست مجرد مكان لتعلم المعرفة والحصول على شهادات، بل هي نظام منظم يستخدم طرقا تقليدية قديمة في نقل المعلومات. إذ تأخذ المدارس نفس النهج في التعليم مع جيل بعد جيل، دون الابتكار أو التغيير.
الصناعة التي تحكم في كل شيء أثرت بشكل كبير على النظام التعليمي. فقد صـــــــــغت المدارس بغية إعطاء المزيد من الأفضلية للاطفال الذين يتقنون حفظ المعلومات وحل التمارين بدقة. ففي عصر الصناعة، كان من الضروري أن يتمتع الأشخاص بالقدرة على اتباع الأوامر والقواعد بدقة.
وهكذا، نشأ نظام تعليمي مصمم لإطاعة وإخضاع الطلاب دون أي تفكير أو إبداع. فلا يســـــــــمح للطلاب بالتفكير خارج إطارات المقررات الدراسية المحددة، ولا يشجع على طرح أسئلة جديدة أو التشجيع على ابتكار شيء جديد.
ولكن هل هذا يضمرو قسرة المدارس في رغبة حقيقية لإخضاع الطلاب؟ ربما لا، فالأهمية كانت في تحضير جيل من الأفراد المستهلكين والذين يستطيعون تنفيذ المهام المحددة بشكل فعال. كما كانت الصناعة تحتاج إلى عمال مطيعين يستطيعون القيام بأعمالهم دون تساؤل أو تفكير.
ولكن مع مرور الزمن، وظهور التكنولوجيا والابتكار، أصبح من الضروري أن نعد أجيالا قادرة على التفكير المبدع وحل المشكلات بطرق جديدة. فقد ثبت أن التفكير المبدع والإبداع يســـــــــهمان في تطوير المجتمعات والحلول للتحديات التي تواجهها.
فماذا يمكن للآباء والأمهات فعله لإشغال طفولة أطفالهم؟ هذه بضع نصائح قد تساهم في تحفيز إبداع الأطفال:
- قدم لأطفالك الأصولية: دافئة وجودة الروضة في سن مبكر قد تشجع على الإبداع.
- قم بتعليم الأطفال مهارات التفكير المنطقي وحل المشكلات: توفير الألعاب والأنشطة التي تتطلب التفكير المبدع وحل المشكلات قد يساهم في تنمية هذه المهارات لديهم.
- قدم لهم فرصا للاختبار والاستكشاف: قد تحتاج الأطفال إلى الانغماس في أنشطة مختلفة لاكتشاف شغفهم وقدراتهم.
- لا تضع حدودا على خيالهم: دعوة الأطفال إلى التعبير عن أفكارهم بحرية دون أي قيود أو انتقادات يســــــسر من مرونة تفكيرهم وإبداعهم.
لا يزال هناك الكثير من الجوانب في نظام التعليم يجب أن نصحح، ولا بد من إجراء تغييرات جذرية لإتاحة فرص إبداعية حقيقية لأطفالنا. إذ فإن المستقبل يحتاج إلى أفراد قادرين على التفكير المبدع وابتكار الحلول الجديدة.
لذا، كآباء وأمهات، لنسع فضاء لإبداع أطفالنا، ولنوجه تعليمهم بطرق جديدة تشجع التفكير المستقل والإبداع. فالمستقبل مليء بالتحديات التي تحتاج إلى عقول مبدعة قادرة على صناعة التغيير والابتكار.