سارتر وكامو، اثنان من رموز الأدب الفرنسي في القرن العشرين. صديقان ومؤلفان ذات شغف فائض بالكتابة والتعبير. ومع ذلك، لم تكن علاقتهما خالية من التشوش والصدامات المختلفة التي تجعل هذا التاريخ المشترك بينهما يعطي دروسا لأولئك الذين يسعون لإظهار حبهم للأدب والثقافة.
سارتر كان دائما مستاء من نصوص كامو، رغم حبه لصديقه. إذا كان هناك شخص قادر على فهم نفسية كامو بشكل جيد، فسيكون سارتر هو ذلك الشخص. وعلى الرغم من ذلك، تجاهل سارتر قدرات صديقه في الكتابة ونزول إلى أعماق الإنسانية. ربما لأنه يعتقد أن مؤلفات كامو لا تحمل نصائح قيمة للقارئ. كان يروج لفكرة أن الأدب يجب أن يظهر المعاناة والشجار ولا يحتوي على رسائل معينة.
بالطبع، اختلف سارتر مع كامو في هذه المسألة. إذا كان مستحيلا تماما فهم التجربة الإنسانية والثقافية التي يستطيع شخص تقديرها من خلال نص معين، فإن كامو استطاع أثبات خلاف ذلك من خلال روائعه المدهشة.
ومع ذلك، بدأ سارتر يشك في قدراته الخاصة في تقييم الأعمال الأدبية للآخرين. فقد تعلم سارتر أنه يجب ألا يحكم على كتاب من خلال قراءته وحدها، بل يجب فهم المؤلف وسياق حياته والثقافة التي نشأت فيها هذه الكتابة.
في خلاصة الأمر، كان لدى سارتر وكامو علاقة معقدة تجسدت في اختلافاتهما في التفضيلات الأدبية. لكن هذه الاختلافات لم تطفئ محبة صداقتهما أو احترامهما المشترك لبعضهما. رغم كل شيء، استطاعوا التعامل مع اختلافاتهم بصورة رائعة وإظهار أن الثقافة والأدب قادران على جس الحروب وإبرام السلام بين الأرواح.