التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تجربة صديقي:

في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة. إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية. وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها. ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. ...

الأخ الكبير الصيني: كيف يؤثر نظام الرصيد الاجتماعي على مستقبل أطفالنا

تاريخنا المشترك مع الصين قديم وعريق، فهذا البلد العظيم يحتضن ثقافة وتاريخا غنيا يشد انتباه العالم أجمع. لكن هل تفكرون مثلي في أسراره؟ هل تساءلتم عن حقائق مظلمة وجها لوجه مع المستقبل؟ دور "الأخ الكبير" يزداد يوما بعد يوم ولا نستطيع تجاهل ذلك. حان وقت التحدث عن جانب مظلم في تطورات الصين.

ففي عام 2014، بدأت الصين بمشروع رقابة جديد لـ "تحسين السلوك الفردي والاقتصاد" باستخدام نظام رصد اجتماعي جديد، هذا هو "الرصيد الاجتماعى".

إذ بهذه المبادرة، تستهدف الصين من خلالها تطبيق نظام يقيد حرية المواطن ويعرضه لمراقبة مستمرة. بشكل عام، تتحدث الصحف العالمية بكثير من الانتقاد عن هذا النظام، ولكن ماذا نعرف فعلا؟ هل ندرك مدى التأثير الحقيقي لهذا التغيير في حياتنا؟

إذا دعوني أخبركم قصة صديق جديد لدي في الصين. اسمه "تشانغ" وهو رجل أعمال ناجح يدير شركة صغيرة. في ذات يوم، سألته عن رأيه في هذا التغير المفروض من قبل الحزب الشيوعي، فابتسم بحزن وأخذ يروى قصة حياته.

ولد تشانغ في عائلة فقيرة، لكن كان لديه طموح كبير. درس جادا وعمل بجد ليل نهار لتحقيق أحلامه. استطاع أخيرا إطلاق شركته الصغيرة وأصبح لديه أفكار كبيرة تطوع بها في خدمة المجتمع. ولكن، عندما بدأ النظام الجديد بالتطبيق، تغيرت حياته تماما.

أصبح لزاما على تشانغ أن يلتزم بالسلوك المطلوب منه من قبل الحكومة. كل خطوة يخطوها يتعين عليه أن يفكر مرتين في آثارها على رصيده الاجتماعي. نعم، هذا الرصيد هو مفتاح حياته الآن.

إذا، ما هو هذا الرصيد؟ إنه نظام يقيس سلوك المواطن وفقا لأسس محددة، ويضفر بشكل لافت في حسابات المستخدم. إذ سجل تشانغ في بادئ الأمر برصيد جديد جاء نظرا لانخفاظه في درجات اخلاقية سابقة.

الآن، كان تشانغ مضطرا لإثبات نفسه وسط أقرانه وزملائه. حياته الشخصية والمهنية تتداخلان في صراع لا ينتهي. اضطر إلى تقديم التقارير الدورية عن سلوكه وأعماله، كما تأثرت شركته بشكل كبير بسبب هذا النظام.

لا يستطيع تشانغ أن يذوق طعم الحرية مجددا. حرم من قدرته على اتخاذ قرارات حكم على نفسه، فقد أصبح رهينة لإشارات مؤشرات سوداء تحظى بالأولوية في هذا النظام.

أحزنت قصة تشانغ قلبي، فكيف يمكن لواحد من أبطال العصر التكنولوجي أن يفسد جزء من حياته بهذا الشكل؟ مئات آلاف المستثمرين ورواد الأعمال يواجهون نفس المصير. إن روح التجارة والابتكار قد خضعت لإجبار الرصيد.

كلما عقدت اجتماعا مع تشانغ، ازداد حزني وخوفي. لم يكن هذا النظام ببساطة مسألة رقابة، إنه كان غطاء لضغوط سياسية قوية تهدف إلى استئصال التحرر والابتكار.

أعتقد أنه من الضروري على جميع الآباء والأمهات أن يستكشفوا هذه المسألة بجدية. فهل نحن على استعداد لإعادة تقدير قيم الحرية والخصوصية في حياتنا وحياة أبنائنا؟

لا يجب أن تستسلم جيلات المستقبل للقضاء على حقوقهم. علينا أن نثير الوعي والانخراط في مناظرات حول هذه المسألة، وألا نستسلم لقوى الظلام التي تحارب قدرتنا على التفكير بحرية.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صراعات الهوية الشخصية: رحلة التشكك في أنماطنا والبحث عن الجوهر المفقود

قد يبدو الأمر صعبا، ولكن اسمح لي أولا أن أقول إن الأجوبة الثابتة قليلة في هذه الحياة. نعم، قد تخطر في بالك بعض التصنيفات المتاحة، لكن من المهم فهم أن الأشخاص ليسوا مجرد مجسدين لأنماط ثابتة. نحن كبرادي - حوامو الأذواق والشخصيات - نتغير باستمرار. في سعينا لفهم طفلك وتشجيع نموه، يجب علينا التغافل على فكرة التصانيف والأطية. هذه الظروف المضادة تشكل جزءا من طبيعتنا المعقدة. نعود بالزمان إلى تاريخ الإغراظية والإسقاء، حيث كانت التقسيمات شائعة جدا. يلاحظ في ذلك الزمان كيف كانت التصنيفات المختلفة تعطي أهمية جوهرية للأشخاص والشخصيات. ولكن، ما الذي يمكن أن نقوله عن الأمهات والآباء في العصر الحديث؟ هل يجب أن نظل مقيدين في قوارير من التصنيفات المحدودة؟ هل يمكن لأم تعبر عتبة تجاربها وحاضرها ألا تستطيع إلا أن تكون جوهرا واحدا ثابتا؟ بالطبع لا. إذا، كيف يمكن للآباء العثور على طرق فعالة للتفاعل مع أطفالهم المتغيرين باستمرار؟ ربما هو السؤال الأكثر إيلاما وغزوة. ربما حان الوقت لإغلاق كتاب التصنيفات والشروع في رحلة استكشافية دافئة وودية. أحدهم قد يسأل: "كيف أتعامل مع طفلي الذي يتصرف بشكل مختلف كل ...

قصة كينت برانتلي ونانسي ريتبول ومعركتهم ضد فيروس إيبولا

. إنها حقيقة مؤلمة تتجلى في الأحداث والمواقف التي نشهدها يوما بعد يوم. أصبح العالم مكانا صعبا، والحياة تحمل الكثير من التحديات والصراعات. لذلك، فإن الأهمية الكبرى تكمن في أن نظل على اطلاع دائم بكل ما يجري حولنا، لكي نتخذ القرارات المناسبة ونستطيع حماية أنفسنا وأطفالنا. في أوائل يوليو ٢٠١٤م، تعرض كينت برانتلي ونانسي ريتبول، اثنان من أبرز علماء الطب الأمريكيين، لإصابة خطيرة بڤايروس إيبولا خلال تأديتهم مهام طبية في غرب أفريقيا. هؤلاء الأشخاص كانوا في رحلة بحث هامة حول هذا الفirus المدمر. استدعت الولايات المتحدة طائرة إخلاء طبي لنقلهم إلى الوطن، تحت إشراف الرئيس أوباما في ذلك الوقت، ليحصلا على العلاج في أسرع وقت ممكن. كان هذا بمثابة تقدير رسمي لجهودهم المهنية والإنسانية التي بذلوها. ومع ذلك، فإن قدر هؤلاء الأبطال لم يكن يروج لصالحهم. فبدلا من التفاني والشجاعة التي قدموها في وجه الخطر، تصدى بعض وسائل الإعلام لأفكار سوداوية، تروج لخطورة انتشار فيروس إيبولا في أميركا. في صباح اليوم التالي، شغل عناوين الصحف على نطاق واسع: "إيبولا يجتاح أميركا!" هذه المقولة استثارت خوفا كبيرا في ق...

كيف يمكن للأهل أن يشجعوا الإبداع في أبنائهم خارج البيئة المدرسية؟

تعتبر المدرسة من أهم المؤسسات التي تشكل حياة الأطفال وتؤثر في تطويرهم وتعليمهم، لكن هل فكرنا يوما في أن المدرسة ربما تحد من إبداعهم؟ نعم، هذه حقيقة صادمة قد لا يشعر بها الكثير من الآباء والأمهات. إن المدرسة ليست مجرد مكان لتعلم المعرفة والحصول على شهادات، بل هي نظام منظم يستخدم طرقا تقليدية قديمة في نقل المعلومات. إذ تأخذ المدارس نفس النهج في التعليم مع جيل بعد جيل، دون الابتكار أو التغيير. الصناعة التي تحكم في كل شيء أثرت بشكل كبير على النظام التعليمي. فقد صـــــــــغت المدارس بغية إعطاء المزيد من الأفضلية للاطفال الذين يتقنون حفظ المعلومات وحل التمارين بدقة. ففي عصر الصناعة، كان من الضروري أن يتمتع الأشخاص بالقدرة على اتباع الأوامر والقواعد بدقة. وهكذا، نشأ نظام تعليمي مصمم لإطاعة وإخضاع الطلاب دون أي تفكير أو إبداع. فلا يســـــــــمح للطلاب بالتفكير خارج إطارات المقررات الدراسية المحددة، ولا يشجع على طرح أسئلة جديدة أو التشجيع على ابتكار شيء جديد. ولكن هل هذا يضمرو قسرة المدارس في رغبة حقيقية لإخضاع الطلاب؟ ربما لا، فالأهمية كانت في تحضير جيل من الأفراد المستهلكين والذين يستطيعو...