التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2024

تجربة صديقي:

في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة. إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية. وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها. ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. ...

ألف الكتاب وأخفى قراؤهم: قصة سارتر وكامو وعلاقتهما المعقدة بالنصوص

سارتر وكامو، اثنان من رموز الأدب الفرنسي في القرن العشرين. صديقان ومؤلفان ذات شغف فائض بالكتابة والتعبير. ومع ذلك، لم تكن علاقتهما خالية من التشوش والصدامات المختلفة التي تجعل هذا التاريخ المشترك بينهما يعطي دروسا لأولئك الذين يسعون لإظهار حبهم للأدب والثقافة. سارتر كان دائما مستاء من نصوص كامو، رغم حبه لصديقه. إذا كان هناك شخص قادر على فهم نفسية كامو بشكل جيد، فسيكون سارتر هو ذلك الشخص. وعلى الرغم من ذلك، تجاهل سارتر قدرات صديقه في الكتابة ونزول إلى أعماق الإنسانية. ربما لأنه يعتقد أن مؤلفات كامو لا تحمل نصائح قيمة للقارئ. كان يروج لفكرة أن الأدب يجب أن يظهر المعاناة والشجار ولا يحتوي على رسائل معينة. بالطبع، اختلف سارتر مع كامو في هذه المسألة. إذا كان مستحيلا تماما فهم التجربة الإنسانية والثقافية التي يستطيع شخص تقديرها من خلال نص معين، فإن كامو استطاع أثبات خلاف ذلك من خلال روائعه المدهشة. ومع ذلك، بدأ سارتر يشك في قدراته الخاصة في تقييم الأعمال الأدبية للآخرين. فقد تعلم سارتر أنه يجب ألا يحكم على كتاب من خلال قراءته وحدها، بل يجب فهم المؤلف وسياق حياته والثقافة التي نشأت فيها ه...

الأخ الكبير الصيني: كيف يؤثر نظام الرصيد الاجتماعي على مستقبل أطفالنا

تاريخنا المشترك مع الصين قديم وعريق، فهذا البلد العظيم يحتضن ثقافة وتاريخا غنيا يشد انتباه العالم أجمع. لكن هل تفكرون مثلي في أسراره؟ هل تساءلتم عن حقائق مظلمة وجها لوجه مع المستقبل؟ دور "الأخ الكبير" يزداد يوما بعد يوم ولا نستطيع تجاهل ذلك. حان وقت التحدث عن جانب مظلم في تطورات الصين. ففي عام 2014، بدأت الصين بمشروع رقابة جديد لـ "تحسين السلوك الفردي والاقتصاد" باستخدام نظام رصد اجتماعي جديد، هذا هو "الرصيد الاجتماعى". إذ بهذه المبادرة، تستهدف الصين من خلالها تطبيق نظام يقيد حرية المواطن ويعرضه لمراقبة مستمرة. بشكل عام، تتحدث الصحف العالمية بكثير من الانتقاد عن هذا النظام، ولكن ماذا نعرف فعلا؟ هل ندرك مدى التأثير الحقيقي لهذا التغيير في حياتنا؟ إذا دعوني أخبركم قصة صديق جديد لدي في الصين. اسمه "تشانغ" وهو رجل أعمال ناجح يدير شركة صغيرة. في ذات يوم، سألته عن رأيه في هذا التغير المفروض من قبل الحزب الشيوعي، فابتسم بحزن وأخذ يروى قصة حياته. ولد تشانغ في عائلة فقيرة، لكن كان لديه طموح كبير. درس جادا وعمل بجد ليل نهار لتحقيق أحلامه. استطاع أخيرا ...

من حضيرة رأسمالية إلى وحش متعدد الرؤوس: تطور التكنولوجيا الرقمية وتحديات الأبوة في عصر المنصات الإلكترونية

عندما يتعلق الأمر بتربية الأطفال في عصر الإقطاعية الإلكترونية، فإن المخاوف والتحديات التي يواجهها الآباء والأمهات تتفاقم بشكل مستمر. إذ أصبحت الرأسمالية، التي كان يعتقد سابقا أنها نظاما اقتصاديا نافعا، تحولت إلى وحش لا يدرك به، حيث لا يستطيع حتى أشد المؤسسات رأسمالية توقع مخرجاته ونتائجه. أصبح هذا الوحش ذو رؤوس متعددة، حيث تكمن قوة هذه الرأسمالية في المنصات الرقمية الكبرى. وفي صدارة هذه المنصات تجد "ميتا"، التي أثارت ضجة كبرى في عالم التكنولوجيا والإعلام. إن "ميتة" لديها قدرة استثنائية على جذب اهتمام المستخدمين من جيل ما قبل المدرسة وحتى الشباب الذين لا يزالون في مرحلة التعليم. تستخدم "ميتة" خوارزميات ذكية للغاية، تسهل على الأطفال استهلاك المحتوى الإلكتروني بشكل مستمر، دون أن يشعروا بأثر سلبي على صحتهم العقلية أو الجسدية. ولكن هل حقا تعد "ميتة" حلا لآباء وأمهات في هذا العالم المضطرب؟ هذا ما يجب أن نتساءله جميعا. فإذا كان لدينا هذا الوحش مجهول الطبائع، فكيف يمكننا أن نتوقع دوره في حياتنا وفي حياة أطفالنا؟ إذا، مأثر "ميتة" هو التساؤل ا...

رحلة نشيد موطني: عبور الحدود والزمان في قصة تلهم الآباء

فلا تزال المقامات تذكرنا بأصوات هادئة عابرة. أما الكلمات فهمست مجتمعة على صفحات الزمان، وانتظروا جولة استثنائية لتروضها الألحان وتأخذ بها إلى أعمق المشارب. كان ذلك هو صوت مسافر، قادم من بعيد، يستعير شجن كل مسيرة عبر التاريخ؛ لكي يخبر قصص جديدة. بدأ نشيده كحزن خف وهادئ. انغماس في تلاعب الأوتار بشكل عابث؛ كأوراق خسراء سقطت في فضاء لا يعرف الزمن. فكيف استقبله أولئك الآباء والأمهات في بلاد الشام؟ كانوا يستدعون ذاكرة الأرض، ويروحون في رحلة متصلبة من الجذور إلى أطراف الغصون. قابلوا هذا التحدي بكبرياء لم يعهده أحد من قبل. ولكن المسيرة استمرت، والنشيد اختار طرقات جديدة. عبر خطوات حثيثة انطلق إلى فلسطين المحتلة، حاملا شجاعة المقامات وأغاني التحدي. فهل سمع صدى نشيده في أرجاء غزة المعصفة بالأزمات؟ ربما! فإذ توالت الأزمات وتغير مجرى تاريخ الشعب، سافر نشيد موطن عبر التاريخ ليلتحق بعائلة جديدة من المقامات والأصوات. ثم جاء دور سورية، تلك الأرض العتيقة التي حلمت بشهداء وثوار. انتشل نشيده من أعماق المأساة، لينزل رحابة الكلمات في أفق شامنا المعطاء. عانى صوته من قسوة السنوات، لكنه استمر في الصمود والت...

تطور العصر وارتفاع الاكتئاب: حياة أسهل، ضيق يزداد

لا شك أن التطور التكنولوجي قد أحدث ثورة في حياتنا. فقد أصبح لدينا وسائل تواصل سريعة ومستمرة، ومعلومات غير محدودة تحت سقف من صغر الجهود. لكن هذه التقنيات المدهشة جاءت بثمن باهظ. في هذه الأيام، يشغل التطور المستمر لأجهزتنا الذكية حياتنا بشكل كامل. نبضات الجرس تخبرنا بالإشعارات المستمرة، والضغط لدينا للاستجابة فورا يجبر على إبعاد اهتمامنا عن الأشخاص الذين يجب أن نكون حاضرين لهم. هذه التكنولوجيا، التي كانت من المفترض أن تحقق لنا سهولة ورفاهية، تفجر في داخلنا شعورا بالعجز والإحباط. ولكن هل يمكن ألا نستفاد من هذه التقدمات؟ هل يمكن للتطور المستمر أن يسبب اكتئابا وإحباطا في آن واحد؟ إجابة قصيرة: نعم. فقد أظهرت الأبحاث أن ازدياد استخدام الشبكات الاجتماعية وسائل التواصل الافتراضي يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض العقلية مثل القلق والتوتر والاكتئاب. إذا، كيف يمكن للآباء أن يوجهوا أطفالهم في هذه المسألة؟ قد يكون الحل في إعادة توجيه الانتباه والتركيز على الأشياء المهمة في الحياة. دعنا نلقي نظرة على بعض النصائح التي يمكن أن تساعد: 1. قم بإقامة وقت للاتصال الحقيقي على الرغم من التطور التكنول...