التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تجربة صديقي:

في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة. إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية. وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها. ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. ...

الواقع المحزن: هل مشاكلنا حقيقية أم وهم؟

هل مشاكلنا موجودة بالفعل؟

في مناقشة سريعة بين طلاب مرحلة ابتدائية واستاذهم الذي لا يؤمن بوجود الإله، قام أحد الطلاب وسأله السؤالين التاليين:

الطالب: السؤال الأول – أستاذي هل هناك وجود للبرد؟

رد الأستاذ: نعم بالطبع هناك وجود للبرد.

الطالب: في الحقيقة يا أستاذي حسب القوانين الفيزيائية لا وجود للبرد إنما ما نراه ونشعر به هو انعكاس لعدم وجود الحرارة. إذا هناك وجود للحرارة.

الطالب: السؤال الثاني – هل هناك وجود للظلام؟

الأستاذ: بالطبع، الظلام موجود.

الطالب: خطأ، إنما وجود الظلام هو نتيجة لعدم وجود النور. إذا ليس هناك وجود للظلام بالفعل.

تلك المناقشة البسيطة تختزل حقائق مهمة في عالمنا. قد يبدو أنه لدينا مشاكل وأحزان وأوجاع، ولكن هل هذه المشاكل موجودة حقا؟

أحيانا نرى البرد ونشعر به، لكن في الحقيقة فإنه انعكاس لعدم وجود الحرارة. يمثل البرد غيابا لشيء معين، فلا يمكن أبدا أن يكون شيئا حقيقيا في حد ذاته.

بالمثل، الظلام هو عبارة عن نتيجة لغياب الضوء. لذلك، فإن ظروف التحديات والصعاب التي نواجهها في حياتنا تظهر غياب شخصية أو جانب من حولنا. قد تظهر صفات سوداء وقاسية في شخصياتنا، لكن ذلك ليس وجودا حقيقيا. إنه انعكاس للضوء الذي يغيب عن أرواحنا.

لذلك، عزيزي الأبوان، لن يتغير الواقع بفرضية وجود المشاكل. هذه المشاكل تظهر لنا نقائص في ذواتنا، مثلما يظهر البرد والظلام انعكاسا لغياب الحرارة والضوء. فلتحدث هذه التحديات نموا في أرواح أطفالكم وفي علاقتكم معهم. قد يظهر لكم جانبا من أولادكم تخفوه سابقا، فلا تخف مثل الأستاذ من هذه التساؤلات، بل كونوا رؤى جديدة وأطروحات متجددة.

إلى جانب ذلك، دعونا نتذكر دائما أن المشاكل المؤلمة التي نواجهها هي مجرد انعكاس لغياب الأشياء الجميلة والإيجابية في حياتنا. لذلك، فلنبحث عن تلك الأشياء ونسخر قوتها لتجعل حياتنا أفضل. فقط بالتصميم والتفاؤل يمكننا التغلب على المشاكل وإحداث التغير في العالم من حولنا.

فلا تدع المشاكل تستولي على حياتك، بل كن مثقفا روحانيا يستوحى بروح جامعة. إذ قد تظهر المشاكل كأورام ضخمة ومظلمة في حضارتك، وقد يرغب بعض الآباء في إخفائها أو استصغارها. ولكن من خلال التربية والتثقيف سوف تستطيع نزع جذور تلك المشاكل وإضاءة مسار جديد لأطفالك.

دعهم يجربون الحزن والخوف، فقط كون لهم حضنا دافئا وأذنا صبورة للاستماع. ستروي لهم قصصا جميلة عن الأشياء التي يفتقد في حياتك، ثم بإرادتك تلك المشاكل سوف تتحول إلى أمل وسطوع في الظلام.

في الختام، نعلم أن الحياة مليئة بالتحديات والصعاب، لكن هذه المشاكل ليست موجودة حقا. إنها انعكاس لغياب الأشياء الجميلة والإيجابية في حضارتنا. فلا تدع هذه المشاكل تسرق منا شغف الحياة وروحنا المثابرة. دعونا نبقى مؤمنين بالأشياء الجميلة وبقدرتها على إضاءة طرق حياتنا وحبس التحديات في غير المألوف.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صراعات الهوية الشخصية: رحلة التشكك في أنماطنا والبحث عن الجوهر المفقود

قد يبدو الأمر صعبا، ولكن اسمح لي أولا أن أقول إن الأجوبة الثابتة قليلة في هذه الحياة. نعم، قد تخطر في بالك بعض التصنيفات المتاحة، لكن من المهم فهم أن الأشخاص ليسوا مجرد مجسدين لأنماط ثابتة. نحن كبرادي - حوامو الأذواق والشخصيات - نتغير باستمرار. في سعينا لفهم طفلك وتشجيع نموه، يجب علينا التغافل على فكرة التصانيف والأطية. هذه الظروف المضادة تشكل جزءا من طبيعتنا المعقدة. نعود بالزمان إلى تاريخ الإغراظية والإسقاء، حيث كانت التقسيمات شائعة جدا. يلاحظ في ذلك الزمان كيف كانت التصنيفات المختلفة تعطي أهمية جوهرية للأشخاص والشخصيات. ولكن، ما الذي يمكن أن نقوله عن الأمهات والآباء في العصر الحديث؟ هل يجب أن نظل مقيدين في قوارير من التصنيفات المحدودة؟ هل يمكن لأم تعبر عتبة تجاربها وحاضرها ألا تستطيع إلا أن تكون جوهرا واحدا ثابتا؟ بالطبع لا. إذا، كيف يمكن للآباء العثور على طرق فعالة للتفاعل مع أطفالهم المتغيرين باستمرار؟ ربما هو السؤال الأكثر إيلاما وغزوة. ربما حان الوقت لإغلاق كتاب التصنيفات والشروع في رحلة استكشافية دافئة وودية. أحدهم قد يسأل: "كيف أتعامل مع طفلي الذي يتصرف بشكل مختلف كل ...

قصة كينت برانتلي ونانسي ريتبول ومعركتهم ضد فيروس إيبولا

. إنها حقيقة مؤلمة تتجلى في الأحداث والمواقف التي نشهدها يوما بعد يوم. أصبح العالم مكانا صعبا، والحياة تحمل الكثير من التحديات والصراعات. لذلك، فإن الأهمية الكبرى تكمن في أن نظل على اطلاع دائم بكل ما يجري حولنا، لكي نتخذ القرارات المناسبة ونستطيع حماية أنفسنا وأطفالنا. في أوائل يوليو ٢٠١٤م، تعرض كينت برانتلي ونانسي ريتبول، اثنان من أبرز علماء الطب الأمريكيين، لإصابة خطيرة بڤايروس إيبولا خلال تأديتهم مهام طبية في غرب أفريقيا. هؤلاء الأشخاص كانوا في رحلة بحث هامة حول هذا الفirus المدمر. استدعت الولايات المتحدة طائرة إخلاء طبي لنقلهم إلى الوطن، تحت إشراف الرئيس أوباما في ذلك الوقت، ليحصلا على العلاج في أسرع وقت ممكن. كان هذا بمثابة تقدير رسمي لجهودهم المهنية والإنسانية التي بذلوها. ومع ذلك، فإن قدر هؤلاء الأبطال لم يكن يروج لصالحهم. فبدلا من التفاني والشجاعة التي قدموها في وجه الخطر، تصدى بعض وسائل الإعلام لأفكار سوداوية، تروج لخطورة انتشار فيروس إيبولا في أميركا. في صباح اليوم التالي، شغل عناوين الصحف على نطاق واسع: "إيبولا يجتاح أميركا!" هذه المقولة استثارت خوفا كبيرا في ق...

كيف يمكن للأهل أن يشجعوا الإبداع في أبنائهم خارج البيئة المدرسية؟

تعتبر المدرسة من أهم المؤسسات التي تشكل حياة الأطفال وتؤثر في تطويرهم وتعليمهم، لكن هل فكرنا يوما في أن المدرسة ربما تحد من إبداعهم؟ نعم، هذه حقيقة صادمة قد لا يشعر بها الكثير من الآباء والأمهات. إن المدرسة ليست مجرد مكان لتعلم المعرفة والحصول على شهادات، بل هي نظام منظم يستخدم طرقا تقليدية قديمة في نقل المعلومات. إذ تأخذ المدارس نفس النهج في التعليم مع جيل بعد جيل، دون الابتكار أو التغيير. الصناعة التي تحكم في كل شيء أثرت بشكل كبير على النظام التعليمي. فقد صـــــــــغت المدارس بغية إعطاء المزيد من الأفضلية للاطفال الذين يتقنون حفظ المعلومات وحل التمارين بدقة. ففي عصر الصناعة، كان من الضروري أن يتمتع الأشخاص بالقدرة على اتباع الأوامر والقواعد بدقة. وهكذا، نشأ نظام تعليمي مصمم لإطاعة وإخضاع الطلاب دون أي تفكير أو إبداع. فلا يســـــــــمح للطلاب بالتفكير خارج إطارات المقررات الدراسية المحددة، ولا يشجع على طرح أسئلة جديدة أو التشجيع على ابتكار شيء جديد. ولكن هل هذا يضمرو قسرة المدارس في رغبة حقيقية لإخضاع الطلاب؟ ربما لا، فالأهمية كانت في تحضير جيل من الأفراد المستهلكين والذين يستطيعو...