الكثير أصبح مصنوع من النفط، ذاك السائل الأسود الذي يستخرج من باطن الأرض ليسهل حياة الناس. باتت مركباته ومشتقاته وأهمها البلاستيك جزءا لا يتجزأ من حياتنا.
إذا نظرنا حولنا، سنجد كم هائل من المنتجات المصنوعة من البلاستيك. سواء كانت ألعاب أطفالنا، أدوات المطبخ التي نستخدمها يوميا، أثاث منزلنا، مستحضرات التجميل التي نستخدمها لإبراز جمالنا، أو حتى الملابس التي نرتديها. كل شئ في حياتنا يحتوي على نسبة كبيرة من هذه المادة.
ولكن مع كثرة استخدامات البلاستيك وانتشاره في حياتنا، يجب علينا اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من استخدامه والبحث عن بدائل صديقة للبيئة. فالبلاستيك له تأثير سلبي على البيئة، حيث يستغرق قرونا لتحلله وتفككه. يعاني العديد من الكائنات البحرية والحيوانات من التلوث البلاستيكي، مما يؤثر على توازن النظام البيئي.
على أولئك منا الذين يسعون لتربية أطفال مسؤولين في هذا العصر، أصبح من المهم تعليمهم عن ضرورة حماية كوكبنا وإدراكهم لأهمية خفض استخدام المواد البلاستيكية. نحتاج إلى إشراف وتوجيه أطفالنا في رحلتهم نحو التغير، بدءا من اختيار المنتجات التي نشتريها إلى طرق التخلص المسؤولة من النفايات.
أول خطوة يجب على الأهل اتخاذها هي تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية قدر الإمكان. يمكننا استبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس قابلة لإعادة الاستخدام، وشراء المنتجات المصنوعة من مواد بديلة للبلاستيك مثل الزجاج أو الورق أو الألمنيوم. كما يمكننا التفضيل على شراء المواد التعبئة والتغليف غير البلاستيكية.
ثانيا، يجب علينا التحرص على إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية بشكل صحيح. يمكن إعادة تدوير العديد من المنتجات مثل زجاجات المشروبات والأطباق والأطقم التجميلية. نحتاج فقط لفصلها وتسليمها إلى مرافق التدوير المخصصة.
ثالثا، يمكن أن نشارك في حملات التوعية لزيادة الوعي بضرورة حماية البيئة والحد من استخدام البلاستيك. يمكننا أن نشجع الأطفال على المشاركة في تلك الحملات وتعزيز قيمة المسؤولية البيئية لديهم.
بقدر ما هو مفيد ومهم في حياتنا، يجب أن نفهم أن استخدام البلاستيك بصورة غير مسؤولة قد يؤدي إلى تلوث بيئتنا وتهديد كوكبنا. لذلك، دعونا نتحلى بالوعي والحذر في استخدام المواد البلاستيكية وأن نعلم أطفالنا تقدير جمال الطبيعة وأهمية حماية كوكب الأرض.
فلتكن رسالتنا لأطفالنا قائلة: "إذا أحسست بشغف تجاه هذا العالم، فابق على اتصال به، اجتهد لحمايته وحافظ على جودته."