كانت هناك عصور طويلة من الانتظار والصبر، حيث كانت ملايين الأرواح تشتعل في غضب وشغف. استمرار التجاهل والإهمال أزاد من حدة الآلام والتشويه. فقد اجتمع المؤمنون من جميع أصقاع الأرض في صرخة وحدها، نادوا بها لإحضار المساندة المطلوبة.
ولكن بصوت خافت وحزين، تحدث صلاح. كان يستطيع أن يشعر بآلاف الأصابع التي تشير إلى عودة إلى دوره المرغم. كان هذا صادما بالنسبة للجماهير، فقد كانت ترى في صلاح الأمل والشجاعة لكي يكون أكثر من مجرد لاعب كرة قدم. كانوا يفتشون عن أمل جديد، قادرا على إحداث التغيير في العالم.
قصته ليست فقط قصة شاب موهوب يتحدى قوانين الجاذبية، بل هي قصة حياة مؤثرة تروى عبر ساحات الملاعب. فهو ابن لأسر مضطهدة، نشأ في ظروف صعبة وتخطى الكثير من الصعاب. تحدياته لم تكن محصورة في الملعب فقط، بل امتدت إلى خارجه. استطاع أن يستخدم شهرته ونجوميته لإلقاء الضوء على الظلم والقسوة التي يعاني منها شعب بأكمله.
ولكن رغم كل هذا التأخير والإهمال، يرى صلاح اليوم وكأنه مجرد لاعب كرة قدم. يطالب به المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتوجب عليه أن يظل في حدود ضيقة تحددها لعبته فقط. أليس من حقه أن يكون إنسانا، بفضل رؤية نقية وإرادة صادقة، قادرا على المشاركة في القضايا الإنسانية؟
الجمهور يفشل في فهم الأبعاد الحقيقية لصلاح. إنه بعث جديد من الأمل والتغيير. فهو أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، إنه رمز لشعب نضال دام طويلا. صلاح هو شخص يتحلى بروح الشفافية والأصالة، تاركا خلفه سيرة حافلة بالإنجازات والتضحيات.
فلسطين تستحق دعما قويا وصوتا مؤثرا، ولا يمكن لأحد أن يشترط على صلاح البقاء في ضفة المستقبل. إنه فائز بأعظم جائزة، إذ استطاع أن يغير نظرة العالم لجيل كامل من الشباب الطموح. فهو يعد قائدا حقيقيا، ليس فقط في الملعب، بل في حياته الخارجية أيضا.
فلتشجع أولادك على تصور الأفضل، وفكروا في صلاح كإلهام مستمر. دعوهم يفهمون أن التغيير ليس مسؤولية فرد واحد فحسب، بل هو مسؤولية المجتمع بأكمله. كان صلاح ذات يوم طفلا صغيرا يحلم بالنجاح، والآن هو نجم عالمي. قصته تظهر لأولادنا أن رغم التأخير والصعاب، يمكن أن تتحقق الأحلام.
فلنتشارك القصة ونبث الأمل. دعونا نستلهم من رحلة صلاح ونؤمن بقدرتنا على تغيير العالم. فهو ليس مجرد لاعب كرة قدم، إنه رسول لتضامن إنساني حقيقي، يذكرنا بأن الخير لا يزال ممكنا في هذا العالم المظلم.