لن يفهم الكثيرون أهمية هذه القصة، ولكني مؤمن بأنها تحمل رسالة قوية وعظة لجميع الآباء والأمهات. فقد كانت حمى الذهب في منتصف القرن التاسع عشر تتحدث عن فكرة الثراء السريع، والإغواء بوعود المال والثروة المستحيلة.
تجاذبت الأخبار حول اكتشاف منجم ذهب جديد في منطقة كلوندايك بسرعة هائلة، وانتشرت بين الناس مثل حمى لا يطفأ. لقد تراكمت في نفوسهم أحلام الغنى والثروة المفاجئة، فابتعدوا عن حياتهم المستقرة وخاضوا التحدي.
ولكن ما لم يعلموه هو أن هذا المجال ليس سهلا كما يبدو. قاسية هي طبيعة التضاريس وبرودة الطقس، تجلى في كوركودز دورا شديدا في حياة البشر. لم يكن العثور على الذهب مهمة بسيطة، فالعمل الشاق والتحمل كانا ضروريين.
فقد توجب على الأباء والأمهات أن يتخذوا قرارا صعبا، هل يتركون أسرهم ويغامرون بحلم الثروة؟ أم يظلون في محافظتهم ويرضون بالحياة المتواضعة؟
إلا أن قصة هؤلاء الأولاد وأسرهم لم تكن روزا. فقد دفعتهم شغفهم بالذهب إلى التخلى عن كل شيء، ففقدوا حظيرات مزارعهم وأصدقاء طفولتهم. تسابق حجارة التضاريس قدراته - لكن بلا جدوى.
اندثرت حلقات سلاسل الذكريات، وغاب التواصل بين هؤلاء الأطفال المغامرون وأسرهم. غير قادرين على التعامل مع الصعوبات والتحديات، انفصلوا عن بعضهم البعض. أما الأسر الثابتة في محافظتها، فقد حصلت على قدر كبير من السكينة والراحة.
لا يشجعني سردهذا الموقف لأطلب منك أن تستغرق وقتا طويلا بين أحضان عائلتك ولا تخاطر بكل شيء في سبيل الثروة. لكنه يذكرنا بأهمية التوازن والسعادة. يجب على الآباء والأمهات أن يفكروا جديا في قراراتهم، وألا يغفلوا دور الاسرة في حياتهم.
إذا، هيئو مسارا صحيا لأطفالكم. إستثمروا في رغباتهم وشغفهم، لكن استدروا بهم نحو التوجه نحو تحقيق أحلامهم. قد لا تجلب ثروة مادية سريعة، لكن ستضمن لهم السعادة والتوازن في حياتهم.
فلنستخدم قصة كلوندايك وحمى الذهب كتذكير قوي لأولئك الذين يعشقون فكرة الثراء السريع. لا تغامرو بحظكم، ولا تستغرق أطفالكم في المغامرات التي قد تحطم عائلتهم. استثمروا في مستقبلهم وأحضانهم، فإن هذا هو المفتاح لسعادتهم.