التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2024

تجربة صديقي:

في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة. إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية. وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها. ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. ...

تجربة صديقي:

في أعماق الروح، تكمن قصة صديقي الذي لم يتناول السجائر قبل أن يصبح موظفا. رحلته كانت مميزة وغير تقليدية، فقد اكتشف نفسه في عالم جديد عبر التواصل مع الآخرين بواسطة سجائره. فكرة غريبة قد تبدو للبعض، لكنها كانت وسيلة له للاستجابة لأحاسيسه وانغماسه في بيئة جديدة. إذ يعتبر العمل مثل منزل ثان بالنسبة للكثير منا، فإن صديقي اختار استخدام التدخين كأسلوب لكسر حاجز الغرباء وإقامة علاقات. اعتاد أن يذهب إلى "الزاوية المخصصة" في أوقات الاستراحة خارج المكتب؛ حيث يشارك هو والآخرون في نشاط مشترك يحقق رغباتهم المتشابهة. هنا، تجتمع الأفكار والأحلام ويتشكلون الروابط الاجتماعية. وفي رحلة التدخين المستمرة لسنوات، قام بزيارة مناطق جديدة، اكتشف نكهات غير مألوفة، وصادق أشخاصا جدد. تحول عالم العمل إلى ساحة استثنائية حافلة بالمواقف اللافتة والذكريات التي لا تنسى. فقد أظهر لصديقي بأن التعرف على الآخرين والاندماج في مجتمع مختلف يضاف إلى قائمة الإنجازات التي يستحق أن يعتز بها. ولكن مثل كل قصة جميلة، هذه الروحانية البارزة لبضع سطور لها نهاية حزينة. فصديقي أصبـــــــــح شغيل حسابات إيرادات عظيم في حياته. ...

كيف تشكل "المولات" هوياتنا؟ دورها المصانع للهويات وسماتها وبصماتها

أصبحت ”المولات“ تلك المباني الضخمة التي تحتل أجزاء ليست بهينة في مدننا، مصانع للهويات على اختلاف سماتها وبصماتها. ومن أجل أن نفهم ما هو المول يجب علينا السفر في رحلة ذهاب إلى الوراء، لكن قبل ذلك، دعونا نروي حكاية من أحد الآباء: ذات يوم، في عام 1990، استقرت عائلة صغيرة بالقرب من المدينة الكبرى. كانوا يعيشون في بيت صغير وسط المزارع الخضراء والأشجار المثمرة. وكان لديهم ابن صغير يدعى آدم. آدم كان طفلا مستكشفا فضوليا، يحب استكشاف كل شبر من عالمه. كان يحب قضاء ساعات طويلة في الخارج، يلعب ويستكشف ويتعلم. كان يمشي بين الأشجار، يلتقط الزهور، ويركض وراء الفراشات. وفي أحد الأيام، قابل آدم صديقا جديدا في المدرسة، اسمه محمد. كان محمد فتى حذرا وخجولا. كان يحب القراءة والتفكير بعيدا عن صخب العالم. لم تغير محمد المدينة، بل غيرت المدينة محمد. تأثر آدم بهذه التغيرات في شخصية محمد وقرر أن يعود إلى بيته. إلا أن هذا التغير لم يأت بسبب سوء تأثير مول على آدم فحسب، بل كان ناتجا عن تأثير كافة عوامل المول على حياة الأطفال والآباء على حده. اكتشف آدم أن المول ليس فقط مكانا للتسوق والترفيه، بل أصبح هو الشخص ال...

رواية المخصيين في الحرم: استكشاف جراح الرق والعبودية والتمييز العنصري من خلال أغوات الأطفال

يمنح إياد عبدالرحمن الصوت وحق الرثاء الذاتي والكشف عن أثر الرق والعبيد والتميز العنصري وجراحه الممتدة لجماعة «الأغوات». في رحاب قلب مجروح، تستقبل قطارات المخصية حكاية جديدة، تكشف عن جروح عميقة، وآلام لا يطاق بها. هذه هي رواية «إهانة غير ضرورية» التي تأخذنا في رحلة شديدة العتمة بداخل أروقة الحرم، حاملة معها صوتا نادما يسافر عبر التاريخ لكشف جروح المخصى. هذه هي قصة إياد عبدالرحمن، صوت المخصى في مدينة التوسعات والإزدهار. إغاثات شديدة تضاف كل يوم على جراح المخصية، لتعبث بروح إياد الجريحة. حزن يعانقه مع كل نزول للشمس، وألم لا ينسى بكل دخول لدائرة الضوء. رغم تراكم الجروح والهزائم، إلا أن إياد يصمد كشجرة طويلة في قلب البرية. روحه المثقفة تستعطف القارئ، وتدعوه للاستماع إلى صوت المظلومين والضعفاء. فهناك آلاف من الذين يتألمون في صمت داخل أسوار هذا الحرم المقدس، مقيدين بالأغلال التاريخية للاستبداد والإبادة. إن هذه الرواية تضيء منظورا جديدا على تاريخ قديم مظلم، فإلى أولئك الذين يشكلون مجتمع «الأغوات» نصائح مدهشة حول التحصيل وتربية الأطفال. إلى كافة الآباء والأمهات هناك، دعونا نصغي إلى قصة إياد...

أبو حيان التوحيدي: إلهام للآباء في مواجهة النكسات والانكسار

كانت حياة التوحيدي موحشة ومضطربة، تحملت من النكسات والويلات ما جعله يشعر بالنبذ والانكسار. رغم ذلك، استطاع أن يصقل نفسه كأديب فلاسفي فذ، وترك بصمة لا تنسى في عالم الأدب. ولد التوحيدي في زمن تجاهل فيه العالم الثقافة والعقل، حيث كانت المظاهر الخارجية هي المحور الأساس للقيم والأهداف. لكنه رفض هذا المنظور التافه، وقام برحلة داخلية عميقة لاستكشاف جوانب عالمية أخرى. برزت قدرات التوحيدي في فن الكتابة منذ صغره، إذ كان يشارك قصائده مع أصدقائه. تأثر بأعمال عظام الآداب مثل شكسبير ودانتي، وحاول أن يعبر عن رؤيته الشخصية للحياة من خلال قصائده. مع مرور الوقت، تطورت قدرات التوحيدي في الفلسفة وأصبح معروفا بالجمل المعقدة التي تنساب كالأنهار. امتزج في كتاباته بين الجمالية والفلسفة، فكان يستخدم المثل والأمثال لإضافة عمق لأفكاره. كان التوحيدي شاعرا حزينا، فحياته المضطربة جعلته يرى طابعا مظلما في الحياة. لكن هذا الطابع لم يثن عزيمته أو إبداعه. بالعكس، استخدم هذه المشاعر القاتمة كوقود لإطلاق قصائده التي تجذب قارئه بسحر خاص به. لا ينكر تأثير التوحيدي على أدباء جيله وأجيال قادمة. فقد ألهم العديد من الأديب...